
✍ الإيمان عند أهل السنة والجماعة، يُعبّرون عن حقيقته بعدّة عبارات اختلفت ألفاظها واتّفقت معانيها، فتارة يقولون: الإيمان قول وعمل، وتارة أخرى يقولون:
الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح، وبعضهم يقول:
الإيمان قول وعمل ونية، ومنهم من يقول: الإيمان قول وعمل ونية وإصابة سنة، وجميع هذه الألفاظ تتفق في المعنى، وإليكم بعض كلام الأئمة :
☚ قال الإمام أحمد في أصول السنة(14، 344):" أصول السنة عندنا... والإيمان قول وعمل".
☚ في كتاب السنة لعبدالله بن أحمد(1/173):" وَقَالَ مَالِكٌ: «الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ».
☚ قال المزني في شرح السنة(ص77):" والإيمان قول وعمل".
☚ قال البربهاري في شرح السنة(ص27):" الإيمان قول وعمل ونية يزيد وينقص".
☚ قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى فى مجموع الفتاوى(7/505):
" وَالْمَأْثُورُ عَنْ الصَّحَابَةِ وَأَئِمَّةِ التَّابِعِينَ وَجُمْهُورِ السَّلَفِ وَهُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَهُوَ الْمَنْسُوبُ إلَى أَهْلِ السُّنَّةِ أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ ... وَرُبَّمَا قَالَ بَعْضُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ : قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ وَرُبَّمَا قَالَ آخَرُ : قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ وَاتِّبَاعُ السُّنَّةِ ؛ وَرُبَّمَا قَالَ : قَوْلٌ بِاللِّسَانِ وَاعْتِقَادٌ بِالْجِنَانِ وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ أَيْ بِالْجَوَارِحِ...
وَلَيْسَ بَيْنَ هَذِهِ الْعِبَارَاتِ اخْتِلَافٌ مَعْنَوِيٌّ".
★ قلت(مدحت): التفصيل الذى ذكره شيخ الإسلام رحمه الله تعالى هو المأثور عن الصحابة والتابعين وجمهور السلف وهو مذهب أهل السنة والجماعة، فما كان بخلافه فإنه لا يُعدُّ من مذهب أهل السنة والجماعة، ولا يُعدُّ قولا ثانيا لأهل السنة والجماعة في مسألة الإيمان، لأنّ ما مضى مِن قولهم في الإيمان قد أجمعوا عليه، كما هو ظاهر كلام شيخ الإسلام رحمه الله، وكما سيأتي في الإجماعات التي نقلها عنهم غير واحد من أهل العلم.
☚وقال رحمه الله في الواسطية(24):" ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل : قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح".
☚ وقال في الكيلانية(ص98):" وأما " أهل السنة والجماعة " من الصحابة جميعهم والتابعين وأئمة أهل السنة وأهل الحديث وجماهير الفقهاء والصوفية مثل مالك والثوري والأوزاعي وحماد بن زيد والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم . ومحققي أهل الكلام فاتفقوا على أن الإيمان والدين قول وعمل . هذا لفظ السلف من الصحابة وغيرهم".
☚ وقال في بيان تلبيس الجهمية(1/429):" وقد ذكر أيضا حرب بن إسماعيل في آخر كتابه في المسائل كلها هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والشام والحجاز وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم فكان من قولهم أن الإيمان قول وعمل".
☚ وقال في الإيمان(ص51):" والمشهور عن السلف وأهل الحديث أنّ الإيمان قول وعمل ونية".
✱ قلت(مدحت): فتبيّن مما سبق أن أهل السنة والجماعة مُجمعون على أن الإيمان قول وعمل، فما معنى القول والعمل؟، هذا ما سيتضح في المنشور القادم-إن شاء الله تعالى-.
والحمد لله رب العالمين
كتبه أبو حمزة مدحت العسقلاني
http://cutt.us/beNB%E2%96%85