الرّد على رسلان
إنكاره كثرة الردود على أهل البدع
من شريط
" الردود النفيسة على افتراءات رسلان ووشاياته الرخيصة"
لفضيلة الشيخ هشام البيلي حفظه الله
إنكاره كثرة الردود على أهل البدع
من شريط
" الردود النفيسة على افتراءات رسلان ووشاياته الرخيصة"
لفضيلة الشيخ هشام البيلي حفظه الله
تفريغ: أبو أنس عبد الكريم الجزائري
بل العجب العجاب أنّك تردّ علينا في كثرة ردودنا على أهل البدع، وجعلت الإكثار من ذلك خلاف منهج السلف أهل السنة والجماعة.
–قال رسلان-:"والرجل لا يترك أحدا من غير أن يتكلم فيه يظن أن السلفية أن تردّ وتردّ وتردّ أن تتعرّض لكل أحد هذا خطأ وليس هذا من منهج السلف لأن كثيرا من الردود تبعث بدع المردود عليه"
وأنا أعجب من ذلك أشدّ العجب كيف هذا؟ ولا يزال الرجل عند السلف محمودا بكثرة ردوده على أهل البدع والأهواء وإذا أردت دليلا على ذلك عمليا وقوليا إن كنت تقرأ كتب السلف فخذ نصّ رسالة الأسدين في ذلك لعلّك تفيق من غفلة وترجع عن تأصيلك الجديد لقواعد تطعن في منهج السلف وأنت تحسب أنك ترفع لوائه.
خذ هذه الرسالة التي ذكرها ابن وضاح رحمه الله تعالى عن غير واحد أنّ أسد بن موسى كتب إلى أسد بن الفرات قائلا:
"«اعْلَمْ يَا أَخِي إِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَى الْكِتَابِ إِلَيْكَ مَا ذَكَرَ أَهْلُ بِلَادِكَ مِنْ صَالِحِ مَا أَعْطَاكَ اللَّهُ مِنْ إِنْصَافِكَ النَّاسَ وَحُسْنِ حَالِكَ مِمَّا أَظْهَرْتَ مِنَ السُّنَّةِ ، وَعَيْبِكَ لِأَهْلِ الْبِدَعِ ، وَكَثْرَةِ ذِكْرِكَ لَهُمْ"
إذن يمدح هنا أسد بن الفرات بماذا؟
"وَكَثْرَةِ ذِكْرِكَ لَهُمْ ، وَطَعْنِكَ عَلَيْهِمْ ، فَقَمَعَهُمُ اللَّهُ بِكَ وَشَدَّ بِكَ ظَهْرَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَقَوَّاكَ عَلَيْهِمْ بِإِظْهَارِ عَيْبِهِمْ وَالطَّعْنِ عَلَيْهِمْ ، فَأَذَلَّهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ وَصَارُوا بِبِدْعَتِهِمْ مُسْتَتِرِينَ ، فَأَبْشِرْ أَيْ أَخِي بِثَوَابِ ذَلِكَ وَاعْتَدَّ بِهِ مِنْ أَفْضَلِ حَسَنَاتِكَ مِنَ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَالْجِهَادِ وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ الْأَعْمَالُ مِنْ إِقَامَةِ كِتَابِ اللَّهِ وَإِحْيَاءِ سُنَّةِ رَسُولِهِ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَنْ أَحْيَا شَيْئًا مِنْ سُنَّتِي كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ وَضَمَّ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ" وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى هدى فَاتُّبِعَ عَلَيْهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ تَبِعَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ يُدْرِكْ [يَا أَخِي] أَجْرَ هَذَا بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ؟"
إذن أسد بن موسى قد مدح في أسد بن الفرات كثرة ذكره لأهل البدع والأهواء وكثرة طعنه عليهم.
ولقد ردّ أهل السنة والجماعة على هؤلاء الردود الكثيرة والمتوالية فهل كانوا بذلك خارجين عن منهج أهل السنة والجماعة؟
والعجب أنك تعلل ذلك بأنّ كثرة الرّد على من عُلم حاله خلاف منهج السلف وأقول لك إذا كان الأمر كذلك فأنت أوّل من خالف ذلك فهل رددت على المأربي قبل العلماء أم كنت تابعا لهم مستفيدا منهم بل إنّك ذكرت سبب الرّد على ذلك كما ألمحنا لك من قبل حينما بيّنت أنّه إنّما بدأ الرد عليك، وكذا الحلبي فهل رددت عليه قبل العلماء أم كنت تابعا أيضا لهم كذلك وهلّم جرّا.
لو أردنا الاستيعاب لضاق المقام ويعلم الله أنّ وقتي ضيق من أن أصرفه في جمع هذا كلّه.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا آلمك كثرة ردودي على أهل البدع وأنّني ما تركت أحدا إلاّ رددت عليه؟ أهذا يؤلم أهل السنة أم يسعدهم؟ يفرحهم ذلك أم يحزنهم؟ أليس في ذلك شدّ أزرهم وتقوية شوكتهم وهل من يسمع اليوم يا رسلان هو من يسمع غدا؟
وفسّر لي بالله عليك تكرار العلماء للتحذير من قطب والبنا والإخوان والتبليغ والصوفية والأشاعرة والتبليغيين وغير ذلك من سائر الفرق والأشخاص وكثرة ذلك لتعلم أنّ هذا ليس منهجا منحرفا بل صراطا مستقيما.
ولكن المشكلة –إنتبه-ولكن المشكلة أنّك الذي لم تقم بهذا كلّه بل قام به غيرك، وهذا أساس المشكلة النفسية عندك كيف تُسبق؟
وأنت الذي تبني لقب العلامة، علامة الجرح والتعديل، والذي لم تترك فرصة ولا موطنا إلاّ وتحاول أن تركز على إظهار هذا البعد فلما ظهر فشلك وبان عورك أردت أن تنال منّا حتّى تصرف الناس عن دروسنا وإلاّ ألست أنت المفتخر أنّك تكثر الملاحاة مع أهل البدع وتفعل وتفعل؟
فما موضع الانتقاد إذن وأنت الذي تكثر المواجهة وتكثر الرّد على هؤلاء.
