تحميل محتوى الموضوع
عرض نسخة صالحة للطباعة
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
بالوثائق نكشف أبرز ما جاء من شبهات حول مسألة د.خالد الجريسي وشبكة الألوكة وفيه الجواب على سؤال رسلان: ما حال الجريسي؟!
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
فكما هي عادته راح الشيخ الشائب شعره، يبث في اتباعه فريته (وفشره)، واتهامه للأبرياء، بما هم منه براء،
وقد جعل الشيخ البيلي نصب عينيه، بل ربما رآه كابوسا في كل لحظة يحل عليه!
فلما فشل في حيلته الأولى الردية، باتهام الشيخ البيلي بأنه من الحدادية، راح ينسب للشيخ فرية جديدة أنه من القطبية!!
وقد اتكأ رسلان في هذا على أمر غريب، لم نعهد أن أحدا قط تكلم فيه من بعيد ولا قريب!
وهو أنه قال هشام البيلي مكفول من مؤسسة كذا بالمملكة السعودية، ومدير هذه المؤسسة هو -بزعمه – من كبار القطبية!!، بل إنه -أي الكفيل-أول من تكلم بمصطلح الجامية والمدخلية!!
فقال رسلان نصا:
(( هذا الرجل [الجريسي] أول من قال: "جامية" و "مدخلية" وشنع على أهل السنة، مِن كبار الحزبيين من كبار القطبيين معروف!!))
ثم قال وبما أن هشاما مكفوله، فهو قطبي مثله يبطن خلاف ما يقوله!!
فتعجبنا جدا لهذه السلسلة من الإلحقات، وما ترتب عليها من إلزامات، وأساسها مبنيٌ على خيوط هي أوهى من بيت العنكبوت!!
إذ أن أبلغ ردٍ على هذا هو تحذير الشيخ هشام البيلي ليلا ونهارا من القطبية، دعاةً، وفكرةً، ومنهجا هالك، بل عادى الدنيا كلها لأجل ذلك!
ومع كون أمر الكفالة لا يعدو كونه من الأمور الإدارية، وهذه الإجراءات ما هي إلا طريقة لدخول المملكة العربية السعودية،
وليست علاقة تتعلق بدعوة الشيخ هشام البيلي السلفية النقية!
ولكن الشيخ هشاما فاجأنا كعادته بأنه طالب رسلانا على صدق دعواه، وإثبات قطبية الرجل كما جاء في الكلام الذي حكاه،
وإثبات أنه أول من أطلق مصطلح الجامية والمدخلية وتبناه!
وحينها ألزم الشيخ هشاما نفسه بالتبرؤ من هذا الرجل علانية، وقال كلمته القوية:
((هشام لا علاقة له بالرجل أساسا إلا معرفة به كموظف في مؤسسة ومع ذلك أطالبكم ببيان الدليل على قطبية الرجل العالمية وحينها لن أتردد ثانية واحدة في البراءة منه والتحذير علنا!!
أطالبك يا عالم التضليل والتهويل أن تأتي بالدليل على أنه أول من نطق بمسمى الجامية والمدخلية ولك علي أن أفي بما وعدت البراءة منه والتحذير علنا... إذاً أنا في انتظار جوابكم؛ احصروا لي قطبية الرجل العالمي، هذا أول الناطقين بمصطلح الجامية والمدخلية، من لسانه، من كتبه، لا أن تقولوا قريب ونسيب وصديق كل من!!
لن أقبل منكم كلاما إلا أن يكون مضافا إليه، من لسانه، من كتبه، ولن أرضى إلا بذلك، ولن أقبل الجواب إلا بلسان رسلان، موثقا ذلك الآن فإن مرَّ عليه ساعتان، كان ذلك دليلا على عظيم البهتان؛ إذ كيف يتكلم في عرض إنسان بغير دليل ولا برهان؟!)). اهـ كلام الشيخ هشام –وفقه الله-
وهذا الكلام على قصره إلا أنه يحصر المسألة الآن في أمور:
الأمر الأول: لقد ادعى رسلان دعوى ولابد إن كان صادقا أن يكون عنده أدلته عليها، فالكرة –كما يقال- في ملعبه الآن،
فليثبت ما قاله بشأن الجريسي وهو يتمثل في أمرين:
الأول: أنه من كبار القطبية.
الثاني: أنه أول من أطلق لفظ الجامية والمدخلية على أهل السنة!!
فإن أثبت هذا رسلان فإنه يكون قد ضرب مخطط القطبية الذي زعم وجوده في مصر!!
وألزم الشيخ هشاما بالتبرؤ من كفيله القطبي القامة، وإن لم يفعل هذا هشام فحينها نقول: هو مثله ولا كرامة!
أما إن عجز رسلان عن إثبات ما قاله بلسانه، أو بكتاب يخطه ببنانه، دلَّ ذلك على كذبه وهذيانه، ولا ثالث للأمرين!
فالسؤال الموجه لرسلان: ما حال خالد الجريسي موثقا بكلامه!!
الأمر الثاني: أن الشيخ قد احترز في جوابه من أشياء منها ألا يقال الرجل قطبي لأنه قريب ونسيب وصديق كل من!، وهو محترز جيد كما سترى الآن!
إلا أن بعض ضعاف النفوس من أتباع رسلان ولا أقول طلابه، قد كتب على صفحته أن الشيخ هشاما يرد قاعدة الإلحلاق التي قال بها ابن المبارك!
ولم يعلم هذا أن شرط الشيخ هذا إنما كان لأسباب منها:
1-أننا لسنا بحاجة لسبب تبديع خفي وقد نسب رسلان للرجل ما هو أصرح فليأت به!
2-أن البعض يتوسع في مسألة الإلحاق بالمبتدعة وهذا من الفوارق بين أهل السنة والحدادية! كما سيأتي.
فالآن كما قال الشيخ هشام ونقول: البينة على المدعيّ فهاتوا برهانكم على قطبية الرجل إن كنتم صادقين!!
ولكن العجيب أن رسلانا لم يرد ويثبت صدق دعواه، وهذا يؤكد أنه لا يملك دليلا على ما افتراه!، لا من صوت الجريسي ولا في مقال، ولا في أي كتاب، وهذا يدل على أن الرسلان كذااااااااااااب!!
راح اتباع رسلان كعادتهم يشوشون ويبررون هذا الموقف المخزي لشيخهم، محاولين بذلك مواراة سوءاتهم!، فكان ماذا؟!
قالوا: خالد الجريسي مشرف شبكة الألوكة، وشبكة الألوكة تنشر موضوعات فيها ذكر سيد قطب، إذن فالجريسي قطبي، ومكفوله البيلي مثله!!
وقالوا: خالد الجريسي نقل في كتاب له نقلا عزاه إلى سيد قطب، فهو بذلك قطبي، وهشام مثله!!
وقالوا: خالد الجريسي التقى فلانا ورحب به، وفلان من الإخوان المفلسين، فهو قطبي، وهشام مثله!!
وأقول جوابا إجماليا نصحا لمن كان له قلب:
حنانيكم حنانيكم!
أنتم بهذا تسيرون على درب الحدادية، فتبدعون كل من وقع في بدعة!، وليس فقط تبدعونه وإنما تصفونه بأنه كبير المبتدعة!!
راجعوا ما تكتبونه، وقارنوا بين كلام العلماء وما تأتفكونه!
جعلتم خالدا الجريسي من كبار القطبيين في العالم لأنه نقل عن فلان أو التقى بفلان؟!!
قيل للإمام أحمد بن حنبل: ((أرى رجلاً من أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟))
قال: ((لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه))
[طبقات الحنابلة ( 1/160 )]
فما لكم توافقون –كعادتكم- الحدادية في هذا الأمر؟!!
قال الربيع -حفظه الله-: "وقيام هذا المنهج -يعني منهج الحدادية- علي الغلو في التبديع ، وأن من لم يبدع من يبدعه الحداديون فهو مبتدع)) اهـ
وأنا وأيم الله لا أرمي هنا للدفاع عن أحد!!
ولكني أذكركم فقط بأن الإطلاق على كل من التقى بمبتدع أنه بذلك يكون مبتدعا هذا –وأيم الله- ليس من منهج أهل السنة والجماعة!
قال الشيخ ربيع –حفظه الله- ([1]):
((الإطلاق على من لم يبدِّع المبتدع فهو مبتدع فهذا ليس بصحيح، لأن هذا قد لايكون يعرف هذا ببدعته ، فلا يبدّعه تورعا ، فلماذا تُبدِّعه؟
أما إن كان يعرف المبتدع ، ويحبه ، ويواليه،فهذا مبتدع، فهذا هو الفصل في هذه القضية، يَعرف أن هذا مبتدع ويناصره ويحارب أهل السنة والجماعة هذا مبتدع .. لاشك.
أما إنسان ما عرف أنه مبتدع فلا تُبدعه ، فلا تطلق عليه هذه القاعدة ، الذي تدرُسه وتعرف أنه يوالي المبتدع وينافع عنه ويحارب أهل السنة من أجله ولأجل هذا الباطل ، هذا مبتدع ضالّ، أما إنسان لا يعرف أن هذا مبتدع فانصحه وبيّن له أنه مبتدع ، فإن انتهى وإلا فألحقه بصاحبه المبتدع))
سئل العلامة عبيد بن عبد الله الجابري –حفظه الله- عن قاعدة من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع، فأجاب:
(( ليعلم كل مسلم ومسلمه أنه لا يحكم على أحد بفسق أو بدع أو كفر إلا بدلالة الشرع، فمن دل الشرع على فسقة قلنا فاسق، ومن دل الشرع على بدعيته قلنا مبتدع، ومن دل الشرع على كفره قلنا كافر، وهذا الحكم على العموم كما قدمنا.
الثاني: أما الحكم على المعين فلان بنفسه بعينه أنه مبتدع أو فاسق أو كافر، فهذا لابد فيه من اجتماع أمرين:
الأول: دلالة الشرع على أن مخالفته فسق أو بدع أو كفر.
الثاني: انطباق الوصف على هذا المعين، وانطباق الوصف لا يكون إلا باجتماع الشروط وانتفاء الموانع، وهذا ذكره أئمتنا أئمة الإسلام..
الثاني: هل الواقع في شيء مثلًا في بدع هل يلزم منه تبديعه؟ والجواب: لا.
يجب أن يفرق بين المبتدع والواقع في بدعة، فالمبتدع كما قدمنا لابد فيه إن كان معينًا لابد فيه من اجتماع الأمرين كما ذكرنا..)).
والسؤال الآن لمن يقولون إن الجريسي من كبار القطبين في العالم:
سلمنا أن الرجل نقل عن سيد قطب في كتبه، والتقى بفلان من الحزبيين، فهو بهذا واقع في خطأ لا شك، ولكن هل بهذا -كما قال الشيخ عبيد- يلزم منه تبديعه؟ أجاب الشيخ عبيد: لا!!
وأنتم تقولون بل هو بهذا من كبار القطبيين!!
أقول: إن هذه المبررات التي تسوقونها ما هي إلا ورقة التوت التي تريدون أن تواروا بها سوءة شيخكم الذي بان كذبه، وعجز عن إثبات ما بثه فيكم، والله حسيبه!!
وأما الرد التفصيلي فأقول -مستعينا بالله-:
أما ما أثاروه من نقل الرجل في أحد كتبه عن سيد قطب:
فأقول -مستعينا بالله-: نحن متفقون على عدم جواز النقل عن الضال سيد قطب أو غيره من المبتدعة، وأن من فعل هذا فهو مخطيء، وقد يصل خطؤه إلى الإلحاق به!
ولكن هل كل من نقل عن سيد قطب في كتاب له يصبح من كبار القطبيين؟!!
إن قلتم لا، بل يجب تنبيهه وتحذيره من هذا الضال فقد اتفقنا في الثانية، ولا وجه الآن عندكم لتبديع الرجل بهذه!!
وإن قلتم: نعم، كل من نقل عن سيد قطب فهو قطبي فأسوق لكم عدة إلزامات:
الإلزام الاول:
أن تبدعوا الشيخ العلامة صالح الفوزان –حفظه الله- حيث نقل في كتابه الأطعمة
وأحكام الصيد والذبائح وغيره في أكثر من موطن عن سيد قطب وكتابه الظلال، وهذا ما يقوله الحدادية!
الإلزام الثاني:
أن تقولوا إن الشيخ ربيعا كان مبتدعا يوم أن نقل كلاما لسيد قطب بنفسه في كتبه وقد كان يحسن الظن به، وبين ذلك بعدها، وهذا ما يقوله الحلبية!!
قال الشيخ ربيع: ((وأما سيد قطب فقد كانت له دعاية عريضة بأنه قد رجع إلى المنهج السلفي وكانت معرفتي بأخطائه وبدعه محدودة ففي هذه المدة نقلت عنه كلاماً يدعو فيه إلى الإهتمام بالعقيدة الصحيحة وعدم إضاعة الوقت في الأحداث السياسية لأنه يتناسب مع موضوع كتابي منهج الأنبياء الذي هو التركيز على العقيدة فمن أجل ماقيل أنه رجع إلى المنهج السلفي ومن أجل مناسبته لموضوع كتابي نقلت عنه فلما اتسعت دائرة معرفتي به ...ورأيت أن أتباعه قد تقصدوا نشر كتبه وفكره في التجمعات السلفية في العالم وخاصة بلاد التوحيد رأيت أن من أوجب الواجبات عليّ نحو الإسلام ونحو المسلمين أن أبين للناس مافي كتب سيد قطب وفكره من الضلال .. فإن كان هذا تغيراً إلى النقيض فنعم هذا التغير لأنه تغير من شر إلى خير وهروب من الغش والخيانة إلى النصح والصدع بالحق))
فهل كان الشيخ ربيع بمجرد النقل عن سيد قطب –وقتها- مبتدعا قطبيا؟!
الإلزام الثالث:
أن تبدعوا شيخكم العلامة (!!) رسلان الذي نقل عن سيد قطب في كتابه الترهيب من الربا، فهل كان الرسلان بهذا من كبار القطبية؟!!
.
وأما ما قيل حول إشراف الجريسي على شبكة الألوكة:
وأما ما نشره أتباع رسلان من موضوعات على شبكة الألوكة فيها ثناءات على سيد أو نقل عنه فنقول بلا مواربة ولا مداهنة، لا ينبغي على أي شبكة إن كانت تدعي السلفية أن تنقل عن أهل البدع أو تنشر كلامهم ولا الدفاع عنهم!
ولقد رأيت ما هو منشور على الشبكة وهذا مما لا نرضاه قطعا!
ولكن ثمة تنبيهات:
1-ليس معنى أن فلانا كُتب أنه مشرف شبكة كذا أنه يباشر بالفعل الإشراف على ما فيها، ويتابع كل موضوعات منتداها، فقد يكون الإشراف شرفيا –والله أعلم- خصوصا وقد صرح مشرفوها بأن الجريسي لا يكتب فيها أصلا.
2-وليس معنى أن يكون فلانا مشرفا على شبكة كذا أن يكون ملما بحال كل المخالفين لأهل السنة فقد يجهل المشرف حال سيد قطب مثلا كما جهله في وقت من الأوقات العلماء الأكابر ومنهم الشيخ ربيع نفسه!
3-وليس معنى أنه يعرف بمخالفات سيد قطب أنه يتابع كل ما ينشر في الشبكة، فشبكة سحاب مثلا يوجد عليها الآن موضوعات فيها الثناء على الحلبي والمأربي بل وفالح وغيرهم، وهذا ليس معناه ان الشبكة أصبحت بهذا حدادية أو حلبية، فقد يكون انشغال المشرف عن تنقية الشبكة سببا لذلك.
والأهم من هذا كله أن هذه الشبكة تعتبر من المنتديات التي لا تتبنى فكرا ولا منهجا معينا بدليل:
أن هذه الشبكة منشور عليها ردود العلماء على سيد قطب، فكيف تكون بهذا الألوكة قطبية؟!
.
وكيف يكون المشرف هو من ابتدع مصطلح الجامية والشبكة منشور عليها ردود العلماء على من نبز أهل السنة بالجامية ؟!
وكذا فإن الألوكة منشور عليها الكثير والكثير من كتب وثناءات العلماء على الشيخ ربيع والشيخ الجامي فهل بهذا تصبح الألوكة جامية مدخلية؟!!
والألوكة منشور عليها الكثير والكثير من محاضرات شيخكم المحنة فهل بهذا تصبح الألوكة رسلانية؟!
.
والألوكة منشور عليها الكثير والكثير من كلام العلماء في القضاية السلفية، فهل بهذا تصبح الألوكة سنية؟!!
.
الذي يظهر أن هذه شبكة أساء مشرفوها الفعليين بجعلها منبرا لكل من يريد أن يتكلم، ويجب نصحهم في تنقية الشبكة من ذكر كل مخالفة فيها، وتعريفهم بخطورة هذا الأمر!
وفي نفس الوقت لا نريد أن يغالي من ينتسبون للسلفية بالجزم بأنها شبكة قطبية، وأن مشرفها –ربما شرفيا- من كبار القطبية، ثم يرتبوا على ذلك تبديع من يرد الليل والنهار على القطبية!!
الشاهد يا أخوة أننا ينبغي أن نتثبت قبل إلصاق وصف المبتدع بأحدٍ لمجرد وقوعه في البدعة؟ بل ينبغي التثبت وإقامة الحجة؟!
هذا كله أقوله -وأيم الله- لا دفاعا عن أحد، ولست ممن أكتب في هذه الشبكة المختلطة، بل أحذر من الكتابة فيها والدخول إليها، ونوجه لهم نصيحة من هذا المقال بأن ينقوا الشبكة من مقالات أهل البدع، وألا يخلطوا الحق بالباطل.
أقول هذا لا دفاعا عن أحد، ولا تبنيا لمخالفة، فلسنا ممن يسكت عن مخالفة أحدٍ لإرضائه، وإلا لسكتنا عن بيان حال الرضواني ورسلان، ومن قبلهم الحويني وحسان!!
والعجيب أن هذا الذي قلناه قلناه في الجريسي، فما بالكم بالشيخ هشام الذي بدعوه لأنه فقط يعرف الجريسي الذي لا تقوى لهم حجة –حتى الآن- على تبديعه؟!
ألا ترون أن هذا التسلسل في الإلحاق بالمبتدعة هوالغلو الذي حذر منه العلماء؟!!
إن فعلكم هذا يذكرني بما أجاب به الإمام الألباني حين ساله السائل عمن يبدِّع كل من لم يبدِّع المبتدع،
فأجاب الشيخ الألباني:
((هذا يُذكّرني بنُكتة تُرْوى في بلادنا الأصيلة " ألبانيا" حكاها في بعض المجالس والدي-رحمه الله- القصة تقول: بأن رجلاً عالماً زار صديقاً له في بيته، ثم لما خرج من عنده كَفَّرهُ قيل له: لِمَ؟ عندنا عادة في بلادنا وهي عادة أظُن مضطردة في بلاد العالِمْ يُعَظِّمون ويحترمون أو يُوّقِّرُون العلماء في بعض الأعراف والتّقاليد التي تختلف في اختلاف البلاد ،منها:
رجلٌ مثلاً دخل الغرفة ونزل عليه ، فهو حين يَخْرُجْ ينبغي أنْ يُدار النّعِلْ بحيث أن العالِمْ لا يتكلّف أن يَلِفْ ويدور كأنه داخل وانما يجعل النعل مهيأ لدك قدميه فيه، فهذا العالِمْ لَمَّا زار صديقه وخرج وجد النَّعِلْ كما هما ، يعني ما احترم الشيخ ، تركهما كما هما ، فقال الرجل العالِمْ : أنّ هذا كَفَرْ، لماذا؟ لأنه لم يحترم العالِمْ ، ومَنْ لا يحترم العالم لا يحترم العِلِمْ ، والذي لا يحترم العلِمْ لا يحترم مَنْ جاء بالعِلمْ ،والذي جاء بالعلم هو محمد -صلى الله عليه وسلم - وهكذا سلْسلَها إلى جِبْريل ، إلى رب العالمين ، فإذاً هو َ كافر، هذا سؤآل أو هذه القاعدة ذكرتني بهذه الإطلاقة..))
فهذه اللوازم التي يطلقها رسلان وأتباعه جزافا، ويفترونها على الناس ظلما وإجحافا،
لو طبقناها على كل أحد لكان مآل الجميع إلى الابتداع، سواءً كان من العلماء أو الطلاب أو الأتباع!!
ألم نقل لكم: إن الرسلانية أشد من الحدادية؟!!
خلاصة الأمر في موضوع الإلحاق حتى لا يبتر أحدهم كلاما لي ويتقول عليّنا ما لم نقله:
أن مسألة الإلحاق بالمبتدعة هي من صميم منهج السلف، ولكن ينبغي التثبت من أمرين:
الأول: كون المبتدع مبتدعا فعلا!
الثاني: أن الملحَق بالمبتدع يعلم ببدعته ويصر على مماشاته بغير عذر!
فإن ثبت ذلك أٌلحق به ولا كرامة فالمرء بخدنه!
ولعلنا نطبق هذه القاعدة على رسلان نفسه فنقول –بتوفيق الله-:
لقد أثنى رسلان على أحمد ياسين الإخواني قائد حركة حماس الإخوانية السابق في خطبة خطبها عام2004، وترجم له بعد وفاته فقال:
((فى سياق الحديث عن الهزيمة النفسية أبى الله رب العالمين إلا أن يجعل حدثا متفردا فى هذا العصر قاطعا لأعذار المعتذرين جميعا فليس لأحد عذر بعد الذى كان وليس لأحد عذر بعد الذى وقع .. فهذا رجل مع جميع التحفظ وكله على الاختلاف فى المنهج وعلى الخلاف فى الأحكام الفقهية وما أشبه..))
فجعل رسلان وفاة أحمد ياسين على يد الاحتلال حدثا متفردا قاطعا لأعذار المعتذرين جميعا!!
بل زاد ووصفه بأنه نال الشهادة فقال:
((ثم سأل –أي ياسين- الله الشهادة بصدق فساق الله رب العالمين له الشهادة حيث كان..، ثم أكرم الله رب العالمين عبده إذ جعله مغتسلا فى ضوء الفجر مستحما فى ضياء الصباح بنوره وهو ينسلخ ينسلخ من ظلمة الليل...،شاء الله رب العالمين أن تخرج الروح من جسدها بقدر الله رب العالمين ويا للوحشية المطلقة))
ولعل قائلا يقول: لعله لم يكن يعلم بحاله؟!
وجوابه ان رسلانه قال في ذات المقطع ما يثبت علمه بحاله فقال:
((ودعك مما هنالك من خلاف حول الاتجاه وحول المنهج، دعك مما يقال حول ما يحدث فى الأرض المحتلة مما يسمى حينا بالعمليات الاستشهادية وحينا بالعمليات الانتحارية، دعك من هذا الخلاف الدائر فما إليه قصدنا ولا عليه عوّلنا ولا من أجله نسوق هذا القدر من الحديث بفضل الله رب العالمين))
واسمع المقطع بتمامه هنا:
ثناء رسلان على أحمد ياسين بصوته
فما قولكم في هذا الثناء من شيخكم على رجل هو من رؤوس الإخوان المسلمين، في عام 2004، ومن وقتها ولم نسمع تراجعا لرسلانكم عن هذا!!
فهنا لو طبقنا القاعدة التي قررها العلماء لصار الأمر كالتالي!
رسلان يثني على رجل من أهل البدع بلا شك، مع علمه بضلالات الرجل وبدعته، فهنا نقول كما قال السلف: يُلحق به ولا كرامة!
ثم نسألكم:
ما قولكم في رسلان الذي أثنى ثناءً عطرا على محمد سيد طنطاوي الأشعري في خطبته ولم يرجع عن ذلك إلى اليوم؟!
وقد قال الألباني رحمه الله في سيد طنطاوي:
((كبار من يظن فيهم علماء وما العهد بكم بهذا المفتي المصري الطنطاوي الذي أفتى بحل الربا، هذا ليس عالماً، هذا رجل، مش علي الطنطاوي، شو اسمه هذا المصري؟ سيد طنطاوي هؤلاء، ما وظيفته مفتي أم أيش؟
مفتي مصر، اتخذ الناس رؤوساً جهالا، مفتي مصر، فسئلوا يجوز؟ قال يجوز، ولف ودار واحتال على نصوص الكتاب والسنة المحرمة للربا كما فعل اليهود يوم السبت وكما فعلوا حينما حرم رب العالمين عليهم الشحوم..))
وقد رد عليه الشيخ ربيع في مقال له أيضا!
وهذا رابط خطبة رسلان في الثناء على طنطاوي من موقعه الرسمي
ولا أريد أن أستطرد فيطول المقال، ولكني أؤكد ما قال الشيخ هشام البيلي:
إن أثبت رسلان صحة ما قال من كون الجريسي من كبار القطبيين في العالم وأنه اول من نبذ أهل السنة بالجامية والمدخلية، فحينها لن نتوقف في التحذير منه!!
ولعل هذا المقال يكون آخر ما يقال في هذه القضية، فإما البينة ويلزمنا البراءة في الحال!
وإما أن يتأكد للجميع ما وقع فيه رسلان من كذب وافتراءٍ وضلال!!
*******
ولعلي أختم بتوجيه هذه الأسئلة المجملة لأتباع رسلان لعلهم يفيقون:
1-لقد ادعى شيخكم أن خالدا الجريسي أول من قال بمصطلح الجامية والمدخلية في العالم فهل عندكم دليل على هذا ام أن شيخكم كذاب؟!
2-أيكون الجريسي أول من نبذ أهل السنة بالجامية ويترك على شبكته –كما تقولون- ردود العلماء على من ينبذ أهل السنة بهذا الوصف؟!
3-لقد قلتم إن خالدا الجريسي من كبار القطبيين لأنه التقى بفلان من الإخوان، فهل الفوزان مبتدع أيضا لأنه زار فلانا من الإخوان؟!
4-لقد قلتم إن الجريسي من كبار القطبيين لأنه نقل عن سيد قطب في أحد كتبه، فهل الفوزان بنقله عن سيد يكون مبتدعا قطبيا؟!
5-ما حال رسلان الذي أثبتنا لكم ثناؤه على بعض أهل البدع –كما مر- ولم يتراجع إلى الآن؟!
6-لقد ادعيتم أن الجريسي من كبار القطبيين في العالم، فلماذا سكت الأكابر عنه في كل أنحاء العالم، ولماذا لم تبينوا أنتم حاله –بزعمكم- إلا لما علمتم أنه يعرف هشاما البيلي؟!!
7-هل بدعتم الشيخ البيلي لأن كفيله الجريسي، أم بدعتم الجريسي لأنه يكفل البيلي؟!
هذه أسئلة وعندي غيرها والله الكثير، ولكن فيما مر كفاية!
وأسأل الله لي ولكم البصيرة بطريق الهداية!
وآخر دعوانا أن الحمد لله ري العالمين!!
كتبه الناصح لكم
أبو جويرية
محمد بن عبد الحي
27 ذو الحجة 1438
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
فكما هي عادته راح الشيخ الشائب شعره، يبث في اتباعه فريته (وفشره)، واتهامه للأبرياء، بما هم منه براء،
وقد جعل الشيخ البيلي نصب عينيه، بل ربما رآه كابوسا في كل لحظة يحل عليه!
فلما فشل في حيلته الأولى الردية، باتهام الشيخ البيلي بأنه من الحدادية، راح ينسب للشيخ فرية جديدة أنه من القطبية!!
وقد اتكأ رسلان في هذا على أمر غريب، لم نعهد أن أحدا قط تكلم فيه من بعيد ولا قريب!
وهو أنه قال هشام البيلي مكفول من مؤسسة كذا بالمملكة السعودية، ومدير هذه المؤسسة هو -بزعمه – من كبار القطبية!!، بل إنه -أي الكفيل-أول من تكلم بمصطلح الجامية والمدخلية!!
فقال رسلان نصا:
(( هذا الرجل [الجريسي] أول من قال: "جامية" و "مدخلية" وشنع على أهل السنة، مِن كبار الحزبيين من كبار القطبيين معروف!!))
ثم قال وبما أن هشاما مكفوله، فهو قطبي مثله يبطن خلاف ما يقوله!!
فتعجبنا جدا لهذه السلسلة من الإلحقات، وما ترتب عليها من إلزامات، وأساسها مبنيٌ على خيوط هي أوهى من بيت العنكبوت!!
إذ أن أبلغ ردٍ على هذا هو تحذير الشيخ هشام البيلي ليلا ونهارا من القطبية، دعاةً، وفكرةً، ومنهجا هالك، بل عادى الدنيا كلها لأجل ذلك!
ومع كون أمر الكفالة لا يعدو كونه من الأمور الإدارية، وهذه الإجراءات ما هي إلا طريقة لدخول المملكة العربية السعودية،
وليست علاقة تتعلق بدعوة الشيخ هشام البيلي السلفية النقية!
ولكن الشيخ هشاما فاجأنا كعادته بأنه طالب رسلانا على صدق دعواه، وإثبات قطبية الرجل كما جاء في الكلام الذي حكاه،
وإثبات أنه أول من أطلق مصطلح الجامية والمدخلية وتبناه!
وحينها ألزم الشيخ هشاما نفسه بالتبرؤ من هذا الرجل علانية، وقال كلمته القوية:
((هشام لا علاقة له بالرجل أساسا إلا معرفة به كموظف في مؤسسة ومع ذلك أطالبكم ببيان الدليل على قطبية الرجل العالمية وحينها لن أتردد ثانية واحدة في البراءة منه والتحذير علنا!!
أطالبك يا عالم التضليل والتهويل أن تأتي بالدليل على أنه أول من نطق بمسمى الجامية والمدخلية ولك علي أن أفي بما وعدت البراءة منه والتحذير علنا... إذاً أنا في انتظار جوابكم؛ احصروا لي قطبية الرجل العالمي، هذا أول الناطقين بمصطلح الجامية والمدخلية، من لسانه، من كتبه، لا أن تقولوا قريب ونسيب وصديق كل من!!
لن أقبل منكم كلاما إلا أن يكون مضافا إليه، من لسانه، من كتبه، ولن أرضى إلا بذلك، ولن أقبل الجواب إلا بلسان رسلان، موثقا ذلك الآن فإن مرَّ عليه ساعتان، كان ذلك دليلا على عظيم البهتان؛ إذ كيف يتكلم في عرض إنسان بغير دليل ولا برهان؟!)). اهـ كلام الشيخ هشام –وفقه الله-
وهذا الكلام على قصره إلا أنه يحصر المسألة الآن في أمور:
الأمر الأول: لقد ادعى رسلان دعوى ولابد إن كان صادقا أن يكون عنده أدلته عليها، فالكرة –كما يقال- في ملعبه الآن،
فليثبت ما قاله بشأن الجريسي وهو يتمثل في أمرين:
الأول: أنه من كبار القطبية.
الثاني: أنه أول من أطلق لفظ الجامية والمدخلية على أهل السنة!!
فإن أثبت هذا رسلان فإنه يكون قد ضرب مخطط القطبية الذي زعم وجوده في مصر!!
وألزم الشيخ هشاما بالتبرؤ من كفيله القطبي القامة، وإن لم يفعل هذا هشام فحينها نقول: هو مثله ولا كرامة!
أما إن عجز رسلان عن إثبات ما قاله بلسانه، أو بكتاب يخطه ببنانه، دلَّ ذلك على كذبه وهذيانه، ولا ثالث للأمرين!
فالسؤال الموجه لرسلان: ما حال خالد الجريسي موثقا بكلامه!!
الأمر الثاني: أن الشيخ قد احترز في جوابه من أشياء منها ألا يقال الرجل قطبي لأنه قريب ونسيب وصديق كل من!، وهو محترز جيد كما سترى الآن!
إلا أن بعض ضعاف النفوس من أتباع رسلان ولا أقول طلابه، قد كتب على صفحته أن الشيخ هشاما يرد قاعدة الإلحلاق التي قال بها ابن المبارك!
ولم يعلم هذا أن شرط الشيخ هذا إنما كان لأسباب منها:
1-أننا لسنا بحاجة لسبب تبديع خفي وقد نسب رسلان للرجل ما هو أصرح فليأت به!
2-أن البعض يتوسع في مسألة الإلحاق بالمبتدعة وهذا من الفوارق بين أهل السنة والحدادية! كما سيأتي.
فالآن كما قال الشيخ هشام ونقول: البينة على المدعيّ فهاتوا برهانكم على قطبية الرجل إن كنتم صادقين!!
ولكن العجيب أن رسلانا لم يرد ويثبت صدق دعواه، وهذا يؤكد أنه لا يملك دليلا على ما افتراه!، لا من صوت الجريسي ولا في مقال، ولا في أي كتاب، وهذا يدل على أن الرسلان كذااااااااااااب!!
راح اتباع رسلان كعادتهم يشوشون ويبررون هذا الموقف المخزي لشيخهم، محاولين بذلك مواراة سوءاتهم!، فكان ماذا؟!
قالوا: خالد الجريسي مشرف شبكة الألوكة، وشبكة الألوكة تنشر موضوعات فيها ذكر سيد قطب، إذن فالجريسي قطبي، ومكفوله البيلي مثله!!
وقالوا: خالد الجريسي نقل في كتاب له نقلا عزاه إلى سيد قطب، فهو بذلك قطبي، وهشام مثله!!
وقالوا: خالد الجريسي التقى فلانا ورحب به، وفلان من الإخوان المفلسين، فهو قطبي، وهشام مثله!!
وأقول جوابا إجماليا نصحا لمن كان له قلب:
حنانيكم حنانيكم!
أنتم بهذا تسيرون على درب الحدادية، فتبدعون كل من وقع في بدعة!، وليس فقط تبدعونه وإنما تصفونه بأنه كبير المبتدعة!!
راجعوا ما تكتبونه، وقارنوا بين كلام العلماء وما تأتفكونه!
جعلتم خالدا الجريسي من كبار القطبيين في العالم لأنه نقل عن فلان أو التقى بفلان؟!!
قيل للإمام أحمد بن حنبل: ((أرى رجلاً من أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟))
قال: ((لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه))
[طبقات الحنابلة ( 1/160 )]
فما لكم توافقون –كعادتكم- الحدادية في هذا الأمر؟!!
قال الربيع -حفظه الله-: "وقيام هذا المنهج -يعني منهج الحدادية- علي الغلو في التبديع ، وأن من لم يبدع من يبدعه الحداديون فهو مبتدع)) اهـ
وأنا وأيم الله لا أرمي هنا للدفاع عن أحد!!
ولكني أذكركم فقط بأن الإطلاق على كل من التقى بمبتدع أنه بذلك يكون مبتدعا هذا –وأيم الله- ليس من منهج أهل السنة والجماعة!
قال الشيخ ربيع –حفظه الله- ([1]):
((الإطلاق على من لم يبدِّع المبتدع فهو مبتدع فهذا ليس بصحيح، لأن هذا قد لايكون يعرف هذا ببدعته ، فلا يبدّعه تورعا ، فلماذا تُبدِّعه؟
أما إن كان يعرف المبتدع ، ويحبه ، ويواليه،فهذا مبتدع، فهذا هو الفصل في هذه القضية، يَعرف أن هذا مبتدع ويناصره ويحارب أهل السنة والجماعة هذا مبتدع .. لاشك.
أما إنسان ما عرف أنه مبتدع فلا تُبدعه ، فلا تطلق عليه هذه القاعدة ، الذي تدرُسه وتعرف أنه يوالي المبتدع وينافع عنه ويحارب أهل السنة من أجله ولأجل هذا الباطل ، هذا مبتدع ضالّ، أما إنسان لا يعرف أن هذا مبتدع فانصحه وبيّن له أنه مبتدع ، فإن انتهى وإلا فألحقه بصاحبه المبتدع))
سئل العلامة عبيد بن عبد الله الجابري –حفظه الله- عن قاعدة من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع، فأجاب:
(( ليعلم كل مسلم ومسلمه أنه لا يحكم على أحد بفسق أو بدع أو كفر إلا بدلالة الشرع، فمن دل الشرع على فسقة قلنا فاسق، ومن دل الشرع على بدعيته قلنا مبتدع، ومن دل الشرع على كفره قلنا كافر، وهذا الحكم على العموم كما قدمنا.
الثاني: أما الحكم على المعين فلان بنفسه بعينه أنه مبتدع أو فاسق أو كافر، فهذا لابد فيه من اجتماع أمرين:
الأول: دلالة الشرع على أن مخالفته فسق أو بدع أو كفر.
الثاني: انطباق الوصف على هذا المعين، وانطباق الوصف لا يكون إلا باجتماع الشروط وانتفاء الموانع، وهذا ذكره أئمتنا أئمة الإسلام..
الثاني: هل الواقع في شيء مثلًا في بدع هل يلزم منه تبديعه؟ والجواب: لا.
يجب أن يفرق بين المبتدع والواقع في بدعة، فالمبتدع كما قدمنا لابد فيه إن كان معينًا لابد فيه من اجتماع الأمرين كما ذكرنا..)).
والسؤال الآن لمن يقولون إن الجريسي من كبار القطبين في العالم:
سلمنا أن الرجل نقل عن سيد قطب في كتبه، والتقى بفلان من الحزبيين، فهو بهذا واقع في خطأ لا شك، ولكن هل بهذا -كما قال الشيخ عبيد- يلزم منه تبديعه؟ أجاب الشيخ عبيد: لا!!
وأنتم تقولون بل هو بهذا من كبار القطبيين!!
أقول: إن هذه المبررات التي تسوقونها ما هي إلا ورقة التوت التي تريدون أن تواروا بها سوءة شيخكم الذي بان كذبه، وعجز عن إثبات ما بثه فيكم، والله حسيبه!!
وأما الرد التفصيلي فأقول -مستعينا بالله-:
أما ما أثاروه من نقل الرجل في أحد كتبه عن سيد قطب:
فأقول -مستعينا بالله-: نحن متفقون على عدم جواز النقل عن الضال سيد قطب أو غيره من المبتدعة، وأن من فعل هذا فهو مخطيء، وقد يصل خطؤه إلى الإلحاق به!
ولكن هل كل من نقل عن سيد قطب في كتاب له يصبح من كبار القطبيين؟!!
إن قلتم لا، بل يجب تنبيهه وتحذيره من هذا الضال فقد اتفقنا في الثانية، ولا وجه الآن عندكم لتبديع الرجل بهذه!!
وإن قلتم: نعم، كل من نقل عن سيد قطب فهو قطبي فأسوق لكم عدة إلزامات:
الإلزام الاول:
أن تبدعوا الشيخ العلامة صالح الفوزان –حفظه الله- حيث نقل في كتابه الأطعمة
وأحكام الصيد والذبائح وغيره في أكثر من موطن عن سيد قطب وكتابه الظلال، وهذا ما يقوله الحدادية!
الإلزام الثاني:
أن تقولوا إن الشيخ ربيعا كان مبتدعا يوم أن نقل كلاما لسيد قطب بنفسه في كتبه وقد كان يحسن الظن به، وبين ذلك بعدها، وهذا ما يقوله الحلبية!!
قال الشيخ ربيع: ((وأما سيد قطب فقد كانت له دعاية عريضة بأنه قد رجع إلى المنهج السلفي وكانت معرفتي بأخطائه وبدعه محدودة ففي هذه المدة نقلت عنه كلاماً يدعو فيه إلى الإهتمام بالعقيدة الصحيحة وعدم إضاعة الوقت في الأحداث السياسية لأنه يتناسب مع موضوع كتابي منهج الأنبياء الذي هو التركيز على العقيدة فمن أجل ماقيل أنه رجع إلى المنهج السلفي ومن أجل مناسبته لموضوع كتابي نقلت عنه فلما اتسعت دائرة معرفتي به ...ورأيت أن أتباعه قد تقصدوا نشر كتبه وفكره في التجمعات السلفية في العالم وخاصة بلاد التوحيد رأيت أن من أوجب الواجبات عليّ نحو الإسلام ونحو المسلمين أن أبين للناس مافي كتب سيد قطب وفكره من الضلال .. فإن كان هذا تغيراً إلى النقيض فنعم هذا التغير لأنه تغير من شر إلى خير وهروب من الغش والخيانة إلى النصح والصدع بالحق))
فهل كان الشيخ ربيع بمجرد النقل عن سيد قطب –وقتها- مبتدعا قطبيا؟!
الإلزام الثالث:
أن تبدعوا شيخكم العلامة (!!) رسلان الذي نقل عن سيد قطب في كتابه الترهيب من الربا، فهل كان الرسلان بهذا من كبار القطبية؟!!
.
وأما ما قيل حول إشراف الجريسي على شبكة الألوكة:
وأما ما نشره أتباع رسلان من موضوعات على شبكة الألوكة فيها ثناءات على سيد أو نقل عنه فنقول بلا مواربة ولا مداهنة، لا ينبغي على أي شبكة إن كانت تدعي السلفية أن تنقل عن أهل البدع أو تنشر كلامهم ولا الدفاع عنهم!
ولقد رأيت ما هو منشور على الشبكة وهذا مما لا نرضاه قطعا!
ولكن ثمة تنبيهات:
1-ليس معنى أن فلانا كُتب أنه مشرف شبكة كذا أنه يباشر بالفعل الإشراف على ما فيها، ويتابع كل موضوعات منتداها، فقد يكون الإشراف شرفيا –والله أعلم- خصوصا وقد صرح مشرفوها بأن الجريسي لا يكتب فيها أصلا.
2-وليس معنى أن يكون فلانا مشرفا على شبكة كذا أن يكون ملما بحال كل المخالفين لأهل السنة فقد يجهل المشرف حال سيد قطب مثلا كما جهله في وقت من الأوقات العلماء الأكابر ومنهم الشيخ ربيع نفسه!
3-وليس معنى أنه يعرف بمخالفات سيد قطب أنه يتابع كل ما ينشر في الشبكة، فشبكة سحاب مثلا يوجد عليها الآن موضوعات فيها الثناء على الحلبي والمأربي بل وفالح وغيرهم، وهذا ليس معناه ان الشبكة أصبحت بهذا حدادية أو حلبية، فقد يكون انشغال المشرف عن تنقية الشبكة سببا لذلك.
والأهم من هذا كله أن هذه الشبكة تعتبر من المنتديات التي لا تتبنى فكرا ولا منهجا معينا بدليل:
أن هذه الشبكة منشور عليها ردود العلماء على سيد قطب، فكيف تكون بهذا الألوكة قطبية؟!
.
وكيف يكون المشرف هو من ابتدع مصطلح الجامية والشبكة منشور عليها ردود العلماء على من نبز أهل السنة بالجامية ؟!
وكذا فإن الألوكة منشور عليها الكثير والكثير من كتب وثناءات العلماء على الشيخ ربيع والشيخ الجامي فهل بهذا تصبح الألوكة جامية مدخلية؟!!
والألوكة منشور عليها الكثير والكثير من محاضرات شيخكم المحنة فهل بهذا تصبح الألوكة رسلانية؟!
.
والألوكة منشور عليها الكثير والكثير من كلام العلماء في القضاية السلفية، فهل بهذا تصبح الألوكة سنية؟!!
.
الذي يظهر أن هذه شبكة أساء مشرفوها الفعليين بجعلها منبرا لكل من يريد أن يتكلم، ويجب نصحهم في تنقية الشبكة من ذكر كل مخالفة فيها، وتعريفهم بخطورة هذا الأمر!
وفي نفس الوقت لا نريد أن يغالي من ينتسبون للسلفية بالجزم بأنها شبكة قطبية، وأن مشرفها –ربما شرفيا- من كبار القطبية، ثم يرتبوا على ذلك تبديع من يرد الليل والنهار على القطبية!!
الشاهد يا أخوة أننا ينبغي أن نتثبت قبل إلصاق وصف المبتدع بأحدٍ لمجرد وقوعه في البدعة؟ بل ينبغي التثبت وإقامة الحجة؟!
هذا كله أقوله -وأيم الله- لا دفاعا عن أحد، ولست ممن أكتب في هذه الشبكة المختلطة، بل أحذر من الكتابة فيها والدخول إليها، ونوجه لهم نصيحة من هذا المقال بأن ينقوا الشبكة من مقالات أهل البدع، وألا يخلطوا الحق بالباطل.
أقول هذا لا دفاعا عن أحد، ولا تبنيا لمخالفة، فلسنا ممن يسكت عن مخالفة أحدٍ لإرضائه، وإلا لسكتنا عن بيان حال الرضواني ورسلان، ومن قبلهم الحويني وحسان!!
والعجيب أن هذا الذي قلناه قلناه في الجريسي، فما بالكم بالشيخ هشام الذي بدعوه لأنه فقط يعرف الجريسي الذي لا تقوى لهم حجة –حتى الآن- على تبديعه؟!
ألا ترون أن هذا التسلسل في الإلحاق بالمبتدعة هوالغلو الذي حذر منه العلماء؟!!
إن فعلكم هذا يذكرني بما أجاب به الإمام الألباني حين ساله السائل عمن يبدِّع كل من لم يبدِّع المبتدع،
فأجاب الشيخ الألباني:
((هذا يُذكّرني بنُكتة تُرْوى في بلادنا الأصيلة " ألبانيا" حكاها في بعض المجالس والدي-رحمه الله- القصة تقول: بأن رجلاً عالماً زار صديقاً له في بيته، ثم لما خرج من عنده كَفَّرهُ قيل له: لِمَ؟ عندنا عادة في بلادنا وهي عادة أظُن مضطردة في بلاد العالِمْ يُعَظِّمون ويحترمون أو يُوّقِّرُون العلماء في بعض الأعراف والتّقاليد التي تختلف في اختلاف البلاد ،منها:
رجلٌ مثلاً دخل الغرفة ونزل عليه ، فهو حين يَخْرُجْ ينبغي أنْ يُدار النّعِلْ بحيث أن العالِمْ لا يتكلّف أن يَلِفْ ويدور كأنه داخل وانما يجعل النعل مهيأ لدك قدميه فيه، فهذا العالِمْ لَمَّا زار صديقه وخرج وجد النَّعِلْ كما هما ، يعني ما احترم الشيخ ، تركهما كما هما ، فقال الرجل العالِمْ : أنّ هذا كَفَرْ، لماذا؟ لأنه لم يحترم العالِمْ ، ومَنْ لا يحترم العالم لا يحترم العِلِمْ ، والذي لا يحترم العلِمْ لا يحترم مَنْ جاء بالعِلمْ ،والذي جاء بالعلم هو محمد -صلى الله عليه وسلم - وهكذا سلْسلَها إلى جِبْريل ، إلى رب العالمين ، فإذاً هو َ كافر، هذا سؤآل أو هذه القاعدة ذكرتني بهذه الإطلاقة..))
فهذه اللوازم التي يطلقها رسلان وأتباعه جزافا، ويفترونها على الناس ظلما وإجحافا،
لو طبقناها على كل أحد لكان مآل الجميع إلى الابتداع، سواءً كان من العلماء أو الطلاب أو الأتباع!!
ألم نقل لكم: إن الرسلانية أشد من الحدادية؟!!
خلاصة الأمر في موضوع الإلحاق حتى لا يبتر أحدهم كلاما لي ويتقول عليّنا ما لم نقله:
أن مسألة الإلحاق بالمبتدعة هي من صميم منهج السلف، ولكن ينبغي التثبت من أمرين:
الأول: كون المبتدع مبتدعا فعلا!
الثاني: أن الملحَق بالمبتدع يعلم ببدعته ويصر على مماشاته بغير عذر!
فإن ثبت ذلك أٌلحق به ولا كرامة فالمرء بخدنه!
ولعلنا نطبق هذه القاعدة على رسلان نفسه فنقول –بتوفيق الله-:
لقد أثنى رسلان على أحمد ياسين الإخواني قائد حركة حماس الإخوانية السابق في خطبة خطبها عام2004، وترجم له بعد وفاته فقال:
((فى سياق الحديث عن الهزيمة النفسية أبى الله رب العالمين إلا أن يجعل حدثا متفردا فى هذا العصر قاطعا لأعذار المعتذرين جميعا فليس لأحد عذر بعد الذى كان وليس لأحد عذر بعد الذى وقع .. فهذا رجل مع جميع التحفظ وكله على الاختلاف فى المنهج وعلى الخلاف فى الأحكام الفقهية وما أشبه..))
فجعل رسلان وفاة أحمد ياسين على يد الاحتلال حدثا متفردا قاطعا لأعذار المعتذرين جميعا!!
بل زاد ووصفه بأنه نال الشهادة فقال:
((ثم سأل –أي ياسين- الله الشهادة بصدق فساق الله رب العالمين له الشهادة حيث كان..، ثم أكرم الله رب العالمين عبده إذ جعله مغتسلا فى ضوء الفجر مستحما فى ضياء الصباح بنوره وهو ينسلخ ينسلخ من ظلمة الليل...،شاء الله رب العالمين أن تخرج الروح من جسدها بقدر الله رب العالمين ويا للوحشية المطلقة))
ولعل قائلا يقول: لعله لم يكن يعلم بحاله؟!
وجوابه ان رسلانه قال في ذات المقطع ما يثبت علمه بحاله فقال:
((ودعك مما هنالك من خلاف حول الاتجاه وحول المنهج، دعك مما يقال حول ما يحدث فى الأرض المحتلة مما يسمى حينا بالعمليات الاستشهادية وحينا بالعمليات الانتحارية، دعك من هذا الخلاف الدائر فما إليه قصدنا ولا عليه عوّلنا ولا من أجله نسوق هذا القدر من الحديث بفضل الله رب العالمين))
واسمع المقطع بتمامه هنا:
ثناء رسلان على أحمد ياسين بصوته
فما قولكم في هذا الثناء من شيخكم على رجل هو من رؤوس الإخوان المسلمين، في عام 2004، ومن وقتها ولم نسمع تراجعا لرسلانكم عن هذا!!
فهنا لو طبقنا القاعدة التي قررها العلماء لصار الأمر كالتالي!
رسلان يثني على رجل من أهل البدع بلا شك، مع علمه بضلالات الرجل وبدعته، فهنا نقول كما قال السلف: يُلحق به ولا كرامة!
ثم نسألكم:
ما قولكم في رسلان الذي أثنى ثناءً عطرا على محمد سيد طنطاوي الأشعري في خطبته ولم يرجع عن ذلك إلى اليوم؟!
وقد قال الألباني رحمه الله في سيد طنطاوي:
((كبار من يظن فيهم علماء وما العهد بكم بهذا المفتي المصري الطنطاوي الذي أفتى بحل الربا، هذا ليس عالماً، هذا رجل، مش علي الطنطاوي، شو اسمه هذا المصري؟ سيد طنطاوي هؤلاء، ما وظيفته مفتي أم أيش؟
مفتي مصر، اتخذ الناس رؤوساً جهالا، مفتي مصر، فسئلوا يجوز؟ قال يجوز، ولف ودار واحتال على نصوص الكتاب والسنة المحرمة للربا كما فعل اليهود يوم السبت وكما فعلوا حينما حرم رب العالمين عليهم الشحوم..))
وقد رد عليه الشيخ ربيع في مقال له أيضا!
وهذا رابط خطبة رسلان في الثناء على طنطاوي من موقعه الرسمي
ولا أريد أن أستطرد فيطول المقال، ولكني أؤكد ما قال الشيخ هشام البيلي:
إن أثبت رسلان صحة ما قال من كون الجريسي من كبار القطبيين في العالم وأنه اول من نبذ أهل السنة بالجامية والمدخلية، فحينها لن نتوقف في التحذير منه!!
ولعل هذا المقال يكون آخر ما يقال في هذه القضية، فإما البينة ويلزمنا البراءة في الحال!
وإما أن يتأكد للجميع ما وقع فيه رسلان من كذب وافتراءٍ وضلال!!
*******
ولعلي أختم بتوجيه هذه الأسئلة المجملة لأتباع رسلان لعلهم يفيقون:
1-لقد ادعى شيخكم أن خالدا الجريسي أول من قال بمصطلح الجامية والمدخلية في العالم فهل عندكم دليل على هذا ام أن شيخكم كذاب؟!
2-أيكون الجريسي أول من نبذ أهل السنة بالجامية ويترك على شبكته –كما تقولون- ردود العلماء على من ينبذ أهل السنة بهذا الوصف؟!
3-لقد قلتم إن خالدا الجريسي من كبار القطبيين لأنه التقى بفلان من الإخوان، فهل الفوزان مبتدع أيضا لأنه زار فلانا من الإخوان؟!
4-لقد قلتم إن الجريسي من كبار القطبيين لأنه نقل عن سيد قطب في أحد كتبه، فهل الفوزان بنقله عن سيد يكون مبتدعا قطبيا؟!
5-ما حال رسلان الذي أثبتنا لكم ثناؤه على بعض أهل البدع –كما مر- ولم يتراجع إلى الآن؟!
6-لقد ادعيتم أن الجريسي من كبار القطبيين في العالم، فلماذا سكت الأكابر عنه في كل أنحاء العالم، ولماذا لم تبينوا أنتم حاله –بزعمكم- إلا لما علمتم أنه يعرف هشاما البيلي؟!!
7-هل بدعتم الشيخ البيلي لأن كفيله الجريسي، أم بدعتم الجريسي لأنه يكفل البيلي؟!
هذه أسئلة وعندي غيرها والله الكثير، ولكن فيما مر كفاية!
وأسأل الله لي ولكم البصيرة بطريق الهداية!
وآخر دعوانا أن الحمد لله ري العالمين!!
كتبه الناصح لكم
أبو جويرية
محمد بن عبد الحي
27 ذو الحجة 1438
