التّوحيد الذي تحصل بِه نجاةُ الموحّد من الخلود في النّار إنْ دخلها هو
[تصديق القلب والنطق بالشهادتين]!!
♣ قال أحمد زايد في كتاب [إتحاف الأبرار بإثبات الإجماع على نجاة الموحدين من الخلود في النار] ص22:" ما المراد بالتوحيد الموعود صاحبه بالنجاة من الخلود في النار إن دخلها؟، أليس هو تصديق القلب واللسان بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟، الجواب: بلى، فإن من لم يأت إلا بهذا يوم القيامة فقد جاء بأعظم أصول الإيمان وأفضل شعبه وبه فقط ينجو من الخلود في النار إن دخلها "!!اهـ.
﴿الجواب﴾
هذا هو التوحيد-وتارة يعبّر عنه أحمد بمطلق الإيمان أو الإسلام أو مطلق التوحيد أو أصل التوحيد-الذي تحصل به النجاة في الآخرة، وهو كما ترى لا يُدخل فيه عمل القلب ولا عمل الجارحة.
ومما يدل على أنه لا يدخل العمل مع وضوح ذلك في كلامه السابق أنه جعل عنوانا في كتابه ص121: الإجماع الأكيد على أن العمل بالواجبات لا يدخل في أصل مسمى التوحيد " اهـ
وبهذا يتفق أحمد زايد مع مرجئة الفقهاء في حدّ الإيمان الذي تحصل به النجاة، بَيْد أنهم يقولون مؤمن كامل الإيمان وأحمد يقول أتى بمطلق الإيمان وجميعهم أخرج العمل بنوعيه من الإيمان.
فإن خرج مُشغّبا بأنه يقول لابد من اعتقاد وجوب الواجبات كما في ص26، قيل له: فرق بين اعتقاد وجوب الواجبات وبين الإتيان بها، ثم إن الواجبات منها ما يجب على القلب ومنها ما يجب على الجوارح، ففيما يجب على القلب مثلاً هل يكفي اعتقاد وجوب محبة الله دون الإتيان بذلك، وكذلك الخوف والرجاء وغيرها من أعمال القلب؟!، فإما أن يبقى على ما هو عليه ويقول يكفي التصديق والقول دون عمل القلب فيلزمه قول مرجئة الفقهاء، وإما أن يقول: لابد من عمل القلب، وعندها نقول: لابد من عمل الجوارح للتلازم بينهما كما قال أهل العلم، وأقوالهم في التلازم بين الظاهر والباطن كثيرة جدا، وأنا أذكر ما قاله شيخ الإسلام لمرجئة الفقهاء.
قال رحمه الله في مجموع الفتاوى(7/194) :" لَكِنَّهُمْ-مرجئة الفقهاء - إذَا لَمْ يُدْخِلُوا أَعْمَالَ الْقُلُوبِ فِي الْإِيمَانِ لَزِمَهُمْ قَوْلُ جَهْمٍ وَإِنْ أَدْخَلُوهَا فِي الْإِيمَانِ لَزِمَهُمْ دُخُولُ أَعْمَالِ الْجَوَارِحِ أَيْضًا فَإِنَّهَا لَازِمَةٌ لَهَا"، وهذا الكلام موجه لأحمد زايد أيضا لأنه على طريقة مرجئة الفقهاء القائلين بالتصديق والقول.
ومما يدل على أن ما أتى به أحمد هو قول مرجئة الفقهاء بعينه ما ذكره أهل العلم عن مرجئة الفقهاء:
-قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى(7/119):" وَابْنُ كِلَابٍ - نَفْسُهُ - وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ البجلي وَنَحْوُهُمَا كَانُوا يَقُولُونَ: هُوَ التَّصْدِيقُ وَالْقَوْلُ جَمِيعًا مُوَافَقَةً لِمَنْ قَالَهُ مِنْ فُقَهَاءِ الْكُوفِيِّينَ كَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَمَنْ اتَّبَعَهُ مِثْلِ أَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِ "اهـ
-وقال شيخ الإسلام رحمه الله في السابق(7/195):" الْمُرْجِئَةُ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ ...وَالثَّالِثُ: تَصْدِيقُ الْقَلْبِ وَقَوْلُ اللِّسَانِ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عَنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْعِبَادَةِ مِنْهُمْ " اهـ
فالذين يقول الإيمان هو التصديق والقول صنف من أصناف المرجئة كما قال شيخ الإسلام رحمه الله.
-قال شيخ الإسلام في السابق (7/508):" وَهَؤُلَاءِ الْمَعْرُوفُونَ مِثْلُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِمَا مِنْ فُقَهَاءِ الْكُوفَةِ كَانُوا يَجْعَلُونَ قـَوْلَ اللِّسَانِ؛ وَاعْتِقَادَ الْقَلْبِ مِنْ الْإِيمَانِ؛ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ كُلَّابٍ وَأَمْثَالِهِ لَمْ يَخْتَلِفْ قَوْلُهُمْ فِي ذَلِكَ وَلَا نُقِلَ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا الْإِيمَانَ مُجَرَّدُ تَصْدِيقِ الْقَلْبِ." اهـ
-قول الطحاوي في الطحاوية عند تعريفه للإيمان بقوله:" وَالْإِيمَانُ: هُوَ الْإِقْرَارُ بِاللِّسَانِ، وَالتَّصْدِيقُ بِالْجَنَانِ " اهـ، عدّه أهل العلم مخالفا لمعتقد أهل السنة والجماعة، وبهذا يتفق قول أحمد زايد مع قولهم ويتضح لكل ذي بصيرة أنه يقول بقول مرجئة الفقهاء وهذا كاف في بطلان قوله.
أما الإيمان عند أهل السنة والجماعة فلا يخفى عليكم ما قاله أئمة السنة من ذلك:
قال شيخ الإسلام في الواسطية:" ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل : قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح" اهـ، فمن قال في الإيمان أو الدين بخلاف هذا كان مخالفا لأصل من أصول أهل السنة والجماعة.
والكلام كثير في الردّ على هذه النقطة لكن لا أريد الإطالة ، وأرجو أن يكون فيما ذكرت غنية عن الإطالة والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
كتبه/ أخوكم مدحت بن عبد السلام العسقلاني
ــــــــــــــــــــــ
رابط تحميل الملف بصيغة PDF

[تصديق القلب والنطق بالشهادتين]!!
♣ قال أحمد زايد في كتاب [إتحاف الأبرار بإثبات الإجماع على نجاة الموحدين من الخلود في النار] ص22:" ما المراد بالتوحيد الموعود صاحبه بالنجاة من الخلود في النار إن دخلها؟، أليس هو تصديق القلب واللسان بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟، الجواب: بلى، فإن من لم يأت إلا بهذا يوم القيامة فقد جاء بأعظم أصول الإيمان وأفضل شعبه وبه فقط ينجو من الخلود في النار إن دخلها "!!اهـ.
﴿الجواب﴾
هذا هو التوحيد-وتارة يعبّر عنه أحمد بمطلق الإيمان أو الإسلام أو مطلق التوحيد أو أصل التوحيد-الذي تحصل به النجاة في الآخرة، وهو كما ترى لا يُدخل فيه عمل القلب ولا عمل الجارحة.
ومما يدل على أنه لا يدخل العمل مع وضوح ذلك في كلامه السابق أنه جعل عنوانا في كتابه ص121: الإجماع الأكيد على أن العمل بالواجبات لا يدخل في أصل مسمى التوحيد " اهـ
وبهذا يتفق أحمد زايد مع مرجئة الفقهاء في حدّ الإيمان الذي تحصل به النجاة، بَيْد أنهم يقولون مؤمن كامل الإيمان وأحمد يقول أتى بمطلق الإيمان وجميعهم أخرج العمل بنوعيه من الإيمان.
فإن خرج مُشغّبا بأنه يقول لابد من اعتقاد وجوب الواجبات كما في ص26، قيل له: فرق بين اعتقاد وجوب الواجبات وبين الإتيان بها، ثم إن الواجبات منها ما يجب على القلب ومنها ما يجب على الجوارح، ففيما يجب على القلب مثلاً هل يكفي اعتقاد وجوب محبة الله دون الإتيان بذلك، وكذلك الخوف والرجاء وغيرها من أعمال القلب؟!، فإما أن يبقى على ما هو عليه ويقول يكفي التصديق والقول دون عمل القلب فيلزمه قول مرجئة الفقهاء، وإما أن يقول: لابد من عمل القلب، وعندها نقول: لابد من عمل الجوارح للتلازم بينهما كما قال أهل العلم، وأقوالهم في التلازم بين الظاهر والباطن كثيرة جدا، وأنا أذكر ما قاله شيخ الإسلام لمرجئة الفقهاء.
قال رحمه الله في مجموع الفتاوى(7/194) :" لَكِنَّهُمْ-مرجئة الفقهاء - إذَا لَمْ يُدْخِلُوا أَعْمَالَ الْقُلُوبِ فِي الْإِيمَانِ لَزِمَهُمْ قَوْلُ جَهْمٍ وَإِنْ أَدْخَلُوهَا فِي الْإِيمَانِ لَزِمَهُمْ دُخُولُ أَعْمَالِ الْجَوَارِحِ أَيْضًا فَإِنَّهَا لَازِمَةٌ لَهَا"، وهذا الكلام موجه لأحمد زايد أيضا لأنه على طريقة مرجئة الفقهاء القائلين بالتصديق والقول.
ومما يدل على أن ما أتى به أحمد هو قول مرجئة الفقهاء بعينه ما ذكره أهل العلم عن مرجئة الفقهاء:
-قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى(7/119):" وَابْنُ كِلَابٍ - نَفْسُهُ - وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ البجلي وَنَحْوُهُمَا كَانُوا يَقُولُونَ: هُوَ التَّصْدِيقُ وَالْقَوْلُ جَمِيعًا مُوَافَقَةً لِمَنْ قَالَهُ مِنْ فُقَهَاءِ الْكُوفِيِّينَ كَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَمَنْ اتَّبَعَهُ مِثْلِ أَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِ "اهـ
-وقال شيخ الإسلام رحمه الله في السابق(7/195):" الْمُرْجِئَةُ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ ...وَالثَّالِثُ: تَصْدِيقُ الْقَلْبِ وَقَوْلُ اللِّسَانِ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عَنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْعِبَادَةِ مِنْهُمْ " اهـ
فالذين يقول الإيمان هو التصديق والقول صنف من أصناف المرجئة كما قال شيخ الإسلام رحمه الله.
-قال شيخ الإسلام في السابق (7/508):" وَهَؤُلَاءِ الْمَعْرُوفُونَ مِثْلُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِمَا مِنْ فُقَهَاءِ الْكُوفَةِ كَانُوا يَجْعَلُونَ قـَوْلَ اللِّسَانِ؛ وَاعْتِقَادَ الْقَلْبِ مِنْ الْإِيمَانِ؛ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ كُلَّابٍ وَأَمْثَالِهِ لَمْ يَخْتَلِفْ قَوْلُهُمْ فِي ذَلِكَ وَلَا نُقِلَ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا الْإِيمَانَ مُجَرَّدُ تَصْدِيقِ الْقَلْبِ." اهـ
-قول الطحاوي في الطحاوية عند تعريفه للإيمان بقوله:" وَالْإِيمَانُ: هُوَ الْإِقْرَارُ بِاللِّسَانِ، وَالتَّصْدِيقُ بِالْجَنَانِ " اهـ، عدّه أهل العلم مخالفا لمعتقد أهل السنة والجماعة، وبهذا يتفق قول أحمد زايد مع قولهم ويتضح لكل ذي بصيرة أنه يقول بقول مرجئة الفقهاء وهذا كاف في بطلان قوله.
أما الإيمان عند أهل السنة والجماعة فلا يخفى عليكم ما قاله أئمة السنة من ذلك:
قال شيخ الإسلام في الواسطية:" ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل : قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح" اهـ، فمن قال في الإيمان أو الدين بخلاف هذا كان مخالفا لأصل من أصول أهل السنة والجماعة.
والكلام كثير في الردّ على هذه النقطة لكن لا أريد الإطالة ، وأرجو أن يكون فيما ذكرت غنية عن الإطالة والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
كتبه/ أخوكم مدحت بن عبد السلام العسقلاني
ــــــــــــــــــــــ
رابط تحميل الملف بصيغة PDF
