رسلان يجعل تعدد الأئمة في التراويح من علامات المبتدعة والعثيمين يفحمه

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد
فصدق الشاعر إذ يقول:
إذا رمت العلوم بغير شــيخ ضللت عن الصراط المستقيم.
فما نكاد نخرج من طامة لهؤلاء الذين ابتليت بهم مصرنا حتى نجد طامات، ولا نكاد نبين للأمة خلطهم في مسألة حتى نصدم بجهلهم بالبديهيات!!
وما إن فرغت من بيان كلام الدكتور طلعت زهران الذي رمى بالبدعة فيه كل من زاد في صلاة التراويح عن إحدى عشر ركعة!
حتى راسلني أحد الفضلاء بمقطع للدكتور رسلان يرمي من يصلى التراويح بأكثر من إمام بمشابهة أهل البدعة!!
ولعلك أخي القاريء لا تصدق ما أقول! فلذا أترككم مع كلام رسلان المنقول، ثم أعقبه بنقل كلام اثنين من أكابر أهل العلم في هذا العصر ردا على كلامه!
يقول رسلان في هذا المقطع:
((والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يجعل هذه الرحمة الغامرة العظيمة موصولة في هذه الأمة لكل من صلى مع الإمام حتى ينصرف، فعلينا أن نجتهد في شهود التراويح –القيام- في المساجد حتى ينصرف الإمام، وأما ما يأتي به أهل البدع من أنهم يقدمون بعضهم ليصلي فأي إمام هنا يتبع؟! يصلي هذا ركعتين!، ويصلي هذا ركعتين!، ويقدم هذا رجلا لكي يصلي بالناس الوتر!، فكيف نتبع مع هؤلاء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم: «من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة كاملة»؟))
قلت:
وإليه أسوق معلما جواب العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين على سؤاله المعجز!!
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-:
((ينبغي للإنسان أن يحافظ على التراويح والقيام جميعاً، فيصلي مع الإمام الأول حتى ينصرف ويصلي مع الإمام الثاني حتى ينصرف؛ لأن تعدد الأئمة في مكان واحد يجعل ذلك كأن الإمامين إمام واحد، كأن الثاني ناب عن الأول في الصلاة الأخيرة، فالذي أرى في هذه المسألة أن يحافظ الإنسان على الصلاة مع الأول والثاني ليشمله قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة«))
[المصدر: مجموع فتاوى العثيمين 190/14]
وقال أيضا:
((أما قوله: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة». فهذا صحيح ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حين طلب منه الصحابة أن ينفلهم بقية الليل، وقد قطع الصلاة لنصف الليل فقالوا يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا، فقال: «إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة»، ولكن هل الإمامان في مسجد واحد يعتبر كل واحد منهم مستقلاً، أو أن كل واحد منهما نائب عن الثاني؟
الذي يظهر الاحتمال الثاني - أن كل واحد منهما نائب عن الثاني مكمل له، وعلى هذا فإن كان المسجد يصلي فيه إمامان فإن هذين الإمامين يعتبران بمنزلة إمام واحد، فيبقى الإنسان حتى ينصرف الإمام الثاني، لأننا نعلم أن الثانية مكملة لصلاة الأول...))
[المصدر: مجموع فتاوى العثيمين 207/14]
وأما الشيخ المحدث عبد المحسن العباد البدر –حفظه الله- فقد قال:
((وكون الإنسان يصلي مع الإمام الأول ثم ينصرف لا يقال: إن الإمام قد انصرف، بل الناس يصلون ولم ينصرفوا، والإمام لم ينصرف، وإنما تحول من كونه إماماً إلى كونه مأموم، حتى يعقبه الآخر بالقراءة، ويكون هذا يبدأ بنشاط، وذاك يمكن يكون قد تعب، فيكون في ذلك مصلحة. وليس معنى ذلك أن الصلاة تنتهي بانتهاء صلاة الإمام الأول، فهو ما انصرف وذهب إلى بيته، وإنما تحول من كونه إماماً إلى كونه وراء الإمام. ثم لو فرضنا أن هذه العشرين ركعة صار فيها لكل ركعتين إمام، هل يصلي ركعتين مع الأول وينصرف؟! أولاً: الإمام ما انصرف، إنما تحول الإمام إلى كونه مأموماً فهذا للمصلحة، فأنت تصلي مع الناس وتستمر ولا تنصرف إلا إذا انصرف الإمام فهذا خير لك، ولم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على منع الزيادة إلا هذا الحديث، لكن ما قال: لا تزيدوا.
فلا شك أن فعله صلى الله عليه وسلم هو الأولى، لكن إذا صليت وراء إمام يصلي أكثر فلا تنصرف قبل انصرافه، بل كن معه وذلك خير لك)).
[المصدر: شرح سنن أبي داود - باب ما جاء في صلاة الليل]
فهذا جواب سؤالك المعجز يا رسلان، أتاك من كلام اثنين من علماء هذا الزمان!!
فمن أين أتيت أنت بأن هذا الفعل هو فعل أهل البدع يا فتان؟!

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد
فصدق الشاعر إذ يقول:
إذا رمت العلوم بغير شــيخ ضللت عن الصراط المستقيم.
فما نكاد نخرج من طامة لهؤلاء الذين ابتليت بهم مصرنا حتى نجد طامات، ولا نكاد نبين للأمة خلطهم في مسألة حتى نصدم بجهلهم بالبديهيات!!
وما إن فرغت من بيان كلام الدكتور طلعت زهران الذي رمى بالبدعة فيه كل من زاد في صلاة التراويح عن إحدى عشر ركعة!
حتى راسلني أحد الفضلاء بمقطع للدكتور رسلان يرمي من يصلى التراويح بأكثر من إمام بمشابهة أهل البدعة!!
ولعلك أخي القاريء لا تصدق ما أقول! فلذا أترككم مع كلام رسلان المنقول، ثم أعقبه بنقل كلام اثنين من أكابر أهل العلم في هذا العصر ردا على كلامه!
يقول رسلان في هذا المقطع:
((والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يجعل هذه الرحمة الغامرة العظيمة موصولة في هذه الأمة لكل من صلى مع الإمام حتى ينصرف، فعلينا أن نجتهد في شهود التراويح –القيام- في المساجد حتى ينصرف الإمام، وأما ما يأتي به أهل البدع من أنهم يقدمون بعضهم ليصلي فأي إمام هنا يتبع؟! يصلي هذا ركعتين!، ويصلي هذا ركعتين!، ويقدم هذا رجلا لكي يصلي بالناس الوتر!، فكيف نتبع مع هؤلاء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم: «من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة كاملة»؟))
قلت:
وإليه أسوق معلما جواب العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين على سؤاله المعجز!!
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-:
((ينبغي للإنسان أن يحافظ على التراويح والقيام جميعاً، فيصلي مع الإمام الأول حتى ينصرف ويصلي مع الإمام الثاني حتى ينصرف؛ لأن تعدد الأئمة في مكان واحد يجعل ذلك كأن الإمامين إمام واحد، كأن الثاني ناب عن الأول في الصلاة الأخيرة، فالذي أرى في هذه المسألة أن يحافظ الإنسان على الصلاة مع الأول والثاني ليشمله قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة«))
[المصدر: مجموع فتاوى العثيمين 190/14]
وقال أيضا:
((أما قوله: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة». فهذا صحيح ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حين طلب منه الصحابة أن ينفلهم بقية الليل، وقد قطع الصلاة لنصف الليل فقالوا يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا، فقال: «إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة»، ولكن هل الإمامان في مسجد واحد يعتبر كل واحد منهم مستقلاً، أو أن كل واحد منهما نائب عن الثاني؟
الذي يظهر الاحتمال الثاني - أن كل واحد منهما نائب عن الثاني مكمل له، وعلى هذا فإن كان المسجد يصلي فيه إمامان فإن هذين الإمامين يعتبران بمنزلة إمام واحد، فيبقى الإنسان حتى ينصرف الإمام الثاني، لأننا نعلم أن الثانية مكملة لصلاة الأول...))
[المصدر: مجموع فتاوى العثيمين 207/14]
وأما الشيخ المحدث عبد المحسن العباد البدر –حفظه الله- فقد قال:
((وكون الإنسان يصلي مع الإمام الأول ثم ينصرف لا يقال: إن الإمام قد انصرف، بل الناس يصلون ولم ينصرفوا، والإمام لم ينصرف، وإنما تحول من كونه إماماً إلى كونه مأموم، حتى يعقبه الآخر بالقراءة، ويكون هذا يبدأ بنشاط، وذاك يمكن يكون قد تعب، فيكون في ذلك مصلحة. وليس معنى ذلك أن الصلاة تنتهي بانتهاء صلاة الإمام الأول، فهو ما انصرف وذهب إلى بيته، وإنما تحول من كونه إماماً إلى كونه وراء الإمام. ثم لو فرضنا أن هذه العشرين ركعة صار فيها لكل ركعتين إمام، هل يصلي ركعتين مع الأول وينصرف؟! أولاً: الإمام ما انصرف، إنما تحول الإمام إلى كونه مأموماً فهذا للمصلحة، فأنت تصلي مع الناس وتستمر ولا تنصرف إلا إذا انصرف الإمام فهذا خير لك، ولم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على منع الزيادة إلا هذا الحديث، لكن ما قال: لا تزيدوا.
فلا شك أن فعله صلى الله عليه وسلم هو الأولى، لكن إذا صليت وراء إمام يصلي أكثر فلا تنصرف قبل انصرافه، بل كن معه وذلك خير لك)).
[المصدر: شرح سنن أبي داود - باب ما جاء في صلاة الليل]
فهذا جواب سؤالك المعجز يا رسلان، أتاك من كلام اثنين من علماء هذا الزمان!!
فمن أين أتيت أنت بأن هذا الفعل هو فعل أهل البدع يا فتان؟!
{ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلي اللهم على محمد وآله وصحبه أجمعين
كتبه
أبو جويرية محمد بن عبد الحي
26 رجب 1440
وصلي اللهم على محمد وآله وصحبه أجمعين
كتبه
أبو جويرية محمد بن عبد الحي
26 رجب 1440